Thursday, April 13, 2017

أساسيات تجارة السلع الأساسية

السلع الأساسية، كما هو الحال في فوركس و غيرها من الأسواق، تبدوا و كأنها أسواق شديدة التعقيد بالنسبة للمتجارين عديمي الخبرة. وهو صحيح بأن عمق السوق التجاري للسلع الأساسية غير منتهي، و أن هناك دوما ما يمكن تعلمه، إلا أن ما يجهله العديد من الناس هو أنهم يعلمون عن تجارة السلع الأساسية أكثر مما يظنون.

تقريبا جميع المصادر التي نتعامل معها في حياتنا اليومية تقع من ضمن فئة السلع الأساسية. و إذا دخلت في أي متجر قريب منك، فإنك من المرجح أن ترى تكراراً جيداً للمصطلح "سلع لينة". و من الأمثلة على السلع الأساسية المؤلوفة لدينا نذكر الأرز، الكوكا، القمح  والقهوة.

النوع الأخر من السلع الأساسية التي تحيط بنا بشكل يومي، هو "السلع الأساسية الصلبة"، و التي تشمل الحديد المستعمل في صناعة السيارات، و المشابك السلكية التي تربط أجزاء الأدوات الكهربائية التي نستعملها. و إذا نظرت حولك، سوف ترى بأن كل شيئ تراه تقريباً يحتوي على، أو مصنوع من إحدى السلع الأساسية في العالم.

و لا يقتصر الأمر على معرفة الناس العاديين بوجود هذه السلع الأساسية، و لكنهم أيضاً على معرفة جيدة بالأسواق التي تُتداول فيها هذه السلع. لنأخذ وقود السيارات على سبيل المثال، من منا لم يدخل في نقاش عن سعر وقود السيارات؟ و كيف أنك كنت تستطيع أن تعبئ خزان الوقود في سياراتك بسعر أقل بكثير من الآن. و من منا لم يتكهن عن سبب هذا الأمر؟ و عن ما سيأتي به المستقبل؟ إن هذه كلها من الأمور التي يفكر فيها الناس من وقت لآخر، و هي نفس المواضيع التي تتحكم في سوق السلع الأساسية.

السلع الأساسية والعقود الآجلة  

الآن و بما أننا قد توصلنا إلى أننا جميعاً لدينا معلومات عن مبادئ السلع الأساسية، فكيف تصبح هذه المواد و المصادر جزءاً من حياتنا اليومية؟ و كيف تتحول من مصادر طبيعية إلى سلع أساسية مرتفعة السعر و مطلوبة؟

إن المبدأ الأساسي الذي يقود تجارة السلع الأساسية هو العقود الأجلة للسلع الأساسية. و ربما أنك سمعت بمصطلح "العقود الأجلة" من قبل، و لكن ما الذي يعنيه هذه المصطلح؟ إنه يعني العملية التي يتفق فيها طرفان على سعر معين لسلعة أساسية معينة، بناءاً على إتجاهات و تطورات معينة.

العقد الأجل هو عقد تجاري لشراء أو بيع كمية معينة من منتج أو أداة مالية بسعر متفق عليه في، أو قبل تاريخ مستقبلي متفق عليه.

و لإعطاء مثال أكثر وضوحاً، فإن المزارع من الممكن أن يبيع محصوله قبل حصاده بأشهر، و الذي سوف يعود عليه بفائدة حصوله على سعر ثابت، بغض النظر عن الأحوال الجوية المستقبلية، و التي كانت من الممكن أن تقلل من السعر.

و لكن، أين تختفي المخاطرة؟ و مالذي يحدث لو حصل إعصار و دمر المحصول؟ إن هذه المخاطر محتسبة من قبل المشتري، و لكن هذا ليس من طيب قلب المشتري. في مقابل تحمل المشتري لهذه المخاطرة، فإن سعر المحصول الذي يدفعه يكون أقل من السعر الذي سوف يكون عليه لو كانت عملية الشراء في تاريخ معين في المستقبل. و كلما إقتربنا من هذا التاريخ، كلما قلت المخاطرة و إرتفع السعر. و الذي يعود بالفائدة على البائع.

بشكل عام، فإن ما يحرك سوق السلع الأساسية هو نمو الإقتصاد العالمي. و كلما تقدم الإقتصاد، كلما زاد الطلب على السلع الأساسية. إن توجهات الإقتصاد العالمي تتوقع بأن يتوجه المزيد من الناس نحو المدن و الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة. و هذا يزيد من الحاجة إلى البنى التحتية، المياه، الإسكان، المكاتب، المصانع و المواصلات. و كل هذا يؤدي إلى المزيد من الطلب على السلع الأساسية.

0 التعليقات:

Post a Comment