Friday, March 15, 2019

لماذا أكره المؤشرات؟

كلمات قوية وعنوان درامي، ولكن اسمع ما أقوله وسوف أفسر الأمر.
أنا لا أعني بأن المؤشرات غير مفيدة، المشكلة هي حقيقة الطريقة التي يستخدمها الجميع هي ما يجعل المؤشرات غير مفيدة. السؤال المهم هو ليس أي المؤشر عليك أن تستخدم، ولكن ما يقيسه ذلك المؤشر، ولماذا تستخدم ذلك المؤشر وكيف يتناسب كجزء من استراتيجيتك التداوليةالكاملة.
من خبرتي، تميل المؤشرات إلى أن تعطيل المتداولين الجدد من تعلم كيفية أن يكونوا متداولين جيدين ومساعدة الناس على تدمير حساباتهم. مع هذا، فإن كل متداول جيد سمعت عنه تقريباً (أو قرأت عنه) يتحدث عن اليوم الذي أدرك فيه بأن المؤشرات كانت مضيعة للوقت بكونه اليوم الذي بدأت فيه كل الأمور بالتغير، وبالتالي ربما تخدم المؤشرات هدف جيد في نهاية الأمر!
إذا، لكي نفهم بالكامل لماذا أكره المؤشرات، سوف أبدأ من المبادئ الأولى: مالذي ينجح في فوركس ومالذي لا ينجح، وأين تأتي المؤشرات.

المزايا الحقيقية للتداول

الميزة التداولية هي المبدأ أن النظرية التي يمكن أن تطبق لتحديد ما إن كان سعر الشيء سوف يرتفع أو ينخفض على الأغلب. من دون هذا الأمر، فإن التداول يصبح مقامرة، مع ميول سلبية بسبب عمولات أو/و انتشارات الوسيط والإنزلاق إلخ. هذا يعني بأنك إن لم تمتلك نوع من "الميزة" التي من خلالها يمكنك "التغلب على السوق"، يمكنك أن تتوقع خسارة المال، وإن استمريت في ذلك لفترة طويلة، سوف تخسر كل مالك.
إذاً، هل هناك أي "ميزات" إيجابية اختبرت بشكل جدي وتعتبر من قبل الكثير من الخبراء والأكاديميين على أنها أدوات يمكن أن تستخدم من أجل إعطاء توقعات إيجابية للربح؟ الخبر الجيد هو أن الإجابة هي نعم، هناك البعض، والتي يمكن أن تقسم إلى 4 مجموعات واسعة:
  1. تتبع النمط/ الزخم: إن كان السعر أعلى أو أدنى مما كان عليه قبل فترة، على الأغلب أن يستمر بالإتجاه الذي كان يسير فيه.
  2. مراجعة المتوسط: إن كان السعر انحرف بشكل كبير عن المعدل، هناك احتمالية أكبر بأن يعود إلى المعدل.
  3. الوقت خلال اليوم: بعض العملات والسلع، وغيرها، تميل لأن تكون أكثر تقلباً خلال ساعات معينة، والتي عادة ما تتزامن مع ساعات افتتاح أو إغلاق العمل في المراكز المالية العالمية.
  4. الإعلانات الإخبارية/الأحداث: سواءاً أكانت مجدولة أو غير مجدولة، فإن البيانات الإقتصادية والأحداث السياسية والتغيرات في سياسات البنك المركزي قد تؤدي إلى تحركات سعرية توجهية كبيرة ومطولة في أزواج العملات.
  5. التحليل الأساسي: الظروف الإقتصادية السائدة قد تحرك الأنماط.
إذاَ، بعد أن قمنا بإدراج "الميزات" التي يمكن أن تستخدم لتحقيق الأرباح في تداولات فوركس، يجب الآن طرح السؤال ما إن كان هناك أي مؤشرات يمكن أن تساعدنا في تحديد واستغلال هذه الميزات. الجواب هو نعم، وبقوة. يمكن أن يحدد الوقت خلال اليوم على الساعة العالمية البسيطة. يمكن معرفة الإعلانات الإخبارية والأحداث من خلال مشاهدة التغذية الإخبارية والتحقق من الأجندة الإقتصادية. يمكن معرفة التحليل الأساسي من البيانت الإقتصادية الكلية. لا تحتاج أي من هذه المناطق إلى استخدام أي مؤشرات قياسية يمكنك أن تجدها مثبتة على منصتك التداولية، على الرغم من أن بعض المنصات تقوم بوضع إضافات إخبارية قد تكون مفيدة.
المؤشرات
هناك منطقتين أخيرتين حيث يمكن أن تساعدك فيها المؤشرات: تحديد التوجه السعري وتحديد معدل السعر. يكتشف المتداولين، بشكل صحيح، بأن الأسواق توفر ميزة من خلال ميولها للتحرك في توجهات بحجم كبير خلال أفق طويل الأجل، ومن أجل العودة إلى المتوسط (المعدل) خلال الأفق قصير الأجل. هذا يعني بأنه من الممكن استخدام مؤشرات مثل المعدلات المتحركة و RSI و ستوشاستكس، لمساعدتك في تحديد والإستفادة من هذه الميزات. المشكلة هي أن المؤشرات لا تخبرك كيفية معايرتها – وما هي الإعدادات التي يجب استخدامها؟ ما هي الفترة الزمنية التي يجب عليها تغطيتها لكي تعطيك قراءة مفيدة؟ هناك بعض الإجابات الجيدة التي يمكن أن تثبت بأنها نجحت في الماضي، ولكن لا يوجد إجابة سحرية لكل شيئ. الأسوء من ذلك، بأن الإجابات الجيدة لا تكتشف من المؤشرات، لأن الإختبار الرجعي مع المؤشرات يعتبر طريقة مفرطة في التمثيل تعطي إيجابيات خاطئة. يخطئ الكثير من المتداولين من خلال تطبيق اختبار رجعي على مؤشر على إطار زمني معين ويستخدمون الإعدادات التي تعطي النتائج الأمثل في الماضي. يعرف هذا الأمر "بتركيب المنحنى" ويمكن أن يكون له آثار خطيرة. الطريقة الأفضل هي العثور على مبدأ قوي يعمل على جميع الأطر الزمنية، أو على الأقل على نطاق واسع من الفترات الزمنية من نفس النوع.

اعتمد على ذكائك

أحد افضل الإكتشافات التي قد تصل لها في سوق فوركس هو التالي: أقوى متنبئ في النمط هو من خلال دراسة الرسم البياني لمعرفة ما إن كان السعر تحت أو فوق مستواه قبل عدد معين من الأشهر. التداول بهذه الطريقة، المهيئة للسماح بالتداولات الرابحة بالعمل وإيقاف التداولات الخاسرة، أكثر ربحية من استخدام أي مؤشر معياري لتحديد النمط! خلال السنوات الـ 15 الماضية، على أزواج العملات الرئيسية، فإن استخدام الفترات الماضية من شهر إلى 12 شهر أعطت نتائج إيجابية، ببساطة من خلال الشراء والثبات. هذا ما أطلق عليه إسم ميزة قوية، ولن تجد هذا الأمر في المؤشرات (مؤشر RSI هو أقرب ما يكون من بين جميع المؤشرات).
الجانب الآخر هو أن على الأطر الزمنية الأقصر، الرسم البياني اليومي في الأسفل على سبيل المثال، فإن السعر يميل للعودة إلى معدله. قد تعتقد بأن هذا الأمر رائع، سوف أقوم بالتدوال عن طريق شريط بولينجر على الرسم البياني بالساعة. المشكلة هنا هي أن هذا لن يكون كافياً لكي يعطيك ميزة إيجابية من الناحية الإحصائية، حيث أن الأهداف الربحية صغيرة. الفرصة الوحيدة التي قد تحصل عليها من خلال التداول بهذه الطريقة هي النظر إلى الرسوم البيانية الطويلة التي تغطي شهر أو أكبر من الحركة والتداول بأزواج العملات المحتقنة والمدعمة والمتراوحة والتي لا تتحرك.
أخيراً، فإن الإعتماد على أن تقوم المؤشرات بالكثير يمنعك من استخدام ذكائك التداولي الخاص، ومشاعرك تجاه الرسوم البيانية التي سوف تكونها خلال الساعات التطويلة من مراقبة الشاشة. المتداولين الأكثر خبرة يمكنهم ملاحظة الشعور السلبي الداخلي بشأن الأوضاع والتي قد تكون واعدة على المؤشرات، في حين أن المشاعر الداخلية تميل لأ، تكون أكثر صحة. العقل البشري أقوى بكثير من أي معادلة رياضية.
استخدم المؤشرات فقط كأداة ضمن إطار ذكي أوسع.

0 التعليقات:

Post a Comment